تواجه قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقاومة عنيفة قرب بني وليد من قبل قوات معمر القذافي الذي توعد بالقتال حتى النصر ضد قوات الثوار الذين اعترفت بهم الصين رسميا.في موازاة ذلك، اعلنت سلطات النيجر ان الساعدي القذافي وصل الى البلاد بالاضافة الى 32 من المقربين من القذافي منذ 2 ايلول/سبتمبر.
واكد القذافي في رساله نقلتها قناة الرأي الاثنين ان لا خيار امامه وامام انصاره سوى القتال "حتى النصر".
وقال القذافي في الرسالة التي قراها مدير القناة مشعان الجبوري على الهواء "لا يمكن ان نسلم ليبيا للاستعمار مرة اخرى. ليس امامنا الا القتال حتى النصر وهزيمة هذا الانقلاب".
وفي خضم هذه المواجهات، اعلن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مساء الاثنين في طرابلس ان الاسلام سيكون المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا، مؤكدا ان الاسلام في ليبيا هو "اسلام وسطي" ولا مكان "لاي ايديولوجية متطرفة".
وقال عبد الجليل امام الاف الليبيين الذين احتشدوا في ساحة الشهداء غداة وصوله الى العاصمة التي يزورها لاول مرة منذ سيطر الثوار عليها في 23 اب/اغسطس "لن نسمح، لن نسمح، لن نسمح باي ايديولوجية متطرفة يمينا او يسارا".
وتابع "نحن شعب مسلم اسلامنا وسطي وسنحافظ على ذلك".
وحذر رئيس المجلس الوطني الانتقالي من "سرقة" الثورة.
وقال "انتم معنا ضد من يحاول سرقة الثورة يمينا او يسارا".
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان حكومة النيجر تنوي اعتقال الساعدي القذافي الذي وصل الاحد الى اراضي النيجر.
وكان الساعدي القذافي ضمن قافلة اعترضها الجيش النيجري الاحد في شمال النيجر التي اعلنت ان 32 مقربا من الزعيم الليبي السابق وصلوا الى اراضيها منذ الثاني من ايلول/سبتمبر.
والساعدي البالغ من العمر 38 عاما لاعب كرة قدم محترف سابق تخلى عام 2004 عن الرياضة للانخراط في الجيش حيث تولى قيادة احدى وحدات النخبة.
وكان الساعدي اعلن في 31 اب/اغسطس استعداده لتسليم نفسه واكد في اتصال هاتفي بقناة العربية الفضائية انه "اذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء ساسلم نفسي اعتبارا من هذه الليلة"، مبديا استعداده للتعامل مع الثوار باعتبارهم اخوة.
وكانت السلطات الليبية الجديدة اكدت في حينها انها ستضمن سلامته اذا سلم نفسه.
وفي حين توارى القذافي ونجله سيف الاسلام عن الانظار، لجأ عدد من المقربين من الزعيم الليبي السابق وجنرالات سابقين الى النيجر التي اكدت انها ستتقيد بالالتزامات ازاء القضاء الدولي فيما يتعلق بالمقربين من القذافي الملاحقين من قبل القضاء الدولي في حال دخلوا اراضي النيجر.
وفر نجلان للقذافي هما هنيبال ومحمد وابنته عائشة وزوجته صفية فروا الى الجزائر. وقد يكون سيف العرب وخميس قتلا.
وبعد يومين على انتهاء المهلة المحددة لقوات القذافي لالقاء السلاح لم تشن قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي اي هجوم كبير بعد المعارك التي دارت الاحد في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس).
وقال طبيب جراح من مستشفى ميداني اقيم خارج المدينة ان 10 اشخاص على الاقل قتلوا في معارك الاحد.
واضاف "نقلت الى المستشفى 10 جثث و20 جريحا بينهم امرأة".
كما عالج المستشفى انصارا للقذافي. وتابع "نقل الينا سجين ولاكون صريحا كان جسده يحمل آثار ضرب وتعذيب. وبعد ما شاهدته اخشى في ان نكون بصدد استبدال القذافي ب (دكتاتور) اخر".
وهرب العديد من المدنيين من بني وليد الاثنين خوفا من وقوع معارك جديدة بين انصار القذافي وقوات النظام الجديد التي تحاصر هذه المدينة.
لكن بحسب مراسلي فرانس برس، فان معظم السكان بقوا عالقين في هذه المدينة التي تعد من اخر معاقل القذافي لا سيما بسبب نقص البنزين لملء خزانات سياراتهم.
واتهم العقيد عبدالله ابو عصارة قوات القذافي بالسعي الى منع المدنيين من مغادرة بني وليد، وقال "نريد ان ترحل العائلات لكن القوات الموالية للقذافي تريد الاحتفاظ بها كدروع بشرية".
وتابع "بالامس كانت المقاومة شرسة وقوية لكن اليوم نأتي بافضل مقاتلينا"، مضيفا "ان معظم القوات والمرتزقة التابعين للقذافي متواجدون في بني وليد".
واشار ابو عصارة الى ان المقاتلين لم يتلقوا بعد امرا بشن الهجوم بينما تجعل طبيعة هذه المدينة الشاسعة مع تلالها الصغيرة العديدة اي تقدم سريع امرا صعبا.
وقالت اذاعة موالية للقذافي في المدينة "اخرجوا الى الشوارع لحماية ورفلة (القبيلة النافذة في بني وليد). انهم قادمون لقتلنا. يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان. اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم. الان وقد تسلحتم لا عذر لكم. انه وقت الجهاد".
وفي غرب مدينة سرت (360 كلم شرق طرابلس)، تواجه قوات الثوار ايضا مقاومة عنيفة من قبل الموالين للقذافي.
وقتل اربعة اشخاص الاثنين في ما يبدو انه تمرد لمقاتلين مؤيدين للنظام الليبي الجديد في مدينة سرت مسقط راس الزعيم الفار معمر القذافي، وفق ما اورد بيان للسلطات الليبية الجديدة.
وقال بيان للمجلس العسكري في مصراتة (شمال غرب سرت) ان مقاتلين من كتائب القذافي "تمردوا اليوم (الاثنين) على قادتهم داخل مدينة سرت (360 كلم شرق طرابلس)"، متحدثا عن سقوط "اربعة شهداء حتى الان".
وتعذر تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وبعد يومين من انتهاء المهلة التي منحها المجلس الوطني الانتقالي لمقاتلي القذافي للاستسلام، لم يسجل اي هجوم واسع النطاق على سرت رغم حشد عناصر واسلحة على الطريق الساحلية تمهيدا لشن هجوم في اتجاه الغرب.
وفي الشرق، تقدم الثوار الليبيون منذ عشرة ايام وهم موجودون على بعد ستين كلم من سرت. لكن هذا التقدم تعوقه هجمات مضادة متقطعة.
في موازاة ذلك، شنت قوات القذافي هجوما على موقع نفطي قرب راس لانوف شرقا ما ادى الى مقتل 12 مقاتلا من النظام الجديد بحسب متحدث باسم القوات المناهضة للقذافي.
وفي طرابلس وقع انفجار قوي في مستودع للاسلحة قرب المطار الدولي ما ادى الى اصابة شخصين.
واعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل مساء الاحد في طرابلس ان حكومة انتقالية جديدة سترى النور في ليبيا "خلال اسبوع الى عشرة ايام".
واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين في لندن ان الحلف سيواصل عملياته في ليبيا طالما ان المدنيين مهددون من قبل كتائب معمر القذافي.
واعترفت الصين رسميا الاثنين بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على انه "السلطة الحاكمة والممثلة للشعب الليبي"، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.
وبذلك تصبح الصين التي اخذت علما بسقوط نظام معمر القذافي الاسبوع الماضي وطلبت مطلع ايلول/سبتمبر من المجلس الوطني الانتقالي ان "يضمن فعلا مصالح الشركات الصينية في ليبيا"، اخر عضو دائم في مجلس الامن الدولي يعترف رسميا بالهيئة السياسية التي تمثل الثوار في ليبيا.
وعلى الصعيد الاقتصادي رأت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في تقرير نشر الاثنين انه من الممكن ان تعود ليبيا الى مستوى الانتاج الطبيعي في اقل من عام ونصف.
والانتاج الليبي الذي بلغ 1,6 مليون برميل يوميا قبل الثورة على نظام القذافي والتدخل العسكري الغربي، تراجع الى بضع عشرات الاف البراميل فقط في الاسابيع الاخيرة.