أعلنت النيجر أن الساعدي القذافي نجل العقيد معمر القذافي وصل مساء الثلاثاء إلى العاصمة نيامي.وكانت مصادر حكومية قد أكدت في وقت سابق أن الساعدي القذافي دخل إلى البلاد الأحد الماضي هربا من ملاحقة المجلس الانتقالي في ليبيا.
ويعتقد أن الساعدي وصل إلى نيامي على متن طائرة سي-130 تابعة للجيش قادمة من مطار اغاديز الواقعة شمال البلاد.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أكدت الثلاثاء أن الساعدي القذافي "محتجز" في مقر رسمي تابع لحكومة النيجر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند "وفق معلوماتنا فإنه محتجز في مقر رسمي تابع للدولة في وضع يشبه الإقامة الجبرية".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر حكومي قوله إن الساعدي كان " تحت حراسة مشددة" من قبل قوات الأمن في النيجر.
وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من 30 شخصا من الدائرة المقربة من القذافي من بينهم ثلاثة لواءات دخلوا أراضي النيجر هذا الشهر.
وأضافت التقارير أن اللواءات الثلاثة طلبوا حق اللجوء السياسي وأنهم أجروا مفاوضات مع المسؤولين في العاصمة نيامي يوم الثلاثاء بهذا الشأن.
وذكرت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء أن وزير العدل النيجري مارو امادو رفض الإفصاح عما إذا كان حكومته ستمنح هؤلاء الجنرالات حق اللجوء ولكنه أكد أن إعادتهم إلى ليبيا ليس من الخيارات المطروحة.
وكانت النيجر قد أعلنت اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته يمثل الحكومة الليبية لكنها لم تقرر بعد ما إن كانت ستسمح للقذافي بالدخول إلى البلاد.
يذكر أن الساعدي لاعب كرة قدم سابق، وامتهن هذه اللعبة لفترة وجيزة في إيطاليا. وتولى بعد ذلك رئاسة اتحاد كرة القدم الليبي بعدما كان رئيس الفريق الوطني.
وبعدما تقاعد الساعدي من لعبة كرة القدم، مارس أنشطة مرتبطة بصناعة السينما إذ يقال إنه استثمر نحو 100 مليون دولار في صندوق لدعم الأفلام.
على صعيد آخر، يواصل مئات الأشخاص النزوح من بلدة بني وليد المحاصرة معقل قوات العقيد القذافي في الوقت الذي يحث مقاتلو المجلس الانتقالي السكان على مغادرة المكان قبل القيام بهجوم شامل خلال الأيام المقبلة.
ويحرص حكام ليبيا الجدد على السيطرة على البلدة العنيدة في أسرع وقت ممكن لكنهم مترددون في استخدام القوة التي قد تؤدي إلى إقصاء قبيلة ورفلة أكبر قبائل المنطقة ما يعني أن مساعيهم لتشكيل حكومة وحدة ستخرج عن مسارها.
وأصبحت بلدة بني وليد الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس محطة حاسمة في الحرب الدائرة منذ سبعة أشهر في ليبيا.
وتعد بني وليد إلى جانب سرت مسقط رأس القذافي وسبها في عمق الصحراء واحدة من جيوب المقاومة القليلة الباقية للقذافي.
وقد واجه مقاتلو المجلس الانتقالي مقاومة شرسة غير متوقعة من قبل قوات القذافي المتحصنة في البلدة والتي قامت بإطلاق الصواريخ وقذائف المورتر ونشروا قناصة في وسطها.
وأعلن مقاتلون من المجلس الوطني الانتقالي عند البوابة الشمالية لبني وليد إنهم يمهلون الأهالي يومين آخرين كي يغادروا البلدة قبل شن هجوم شامل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أحد السكان النازحين قوله إن المجلس الوطني الانتقالي يوزع الوقود بالمجان على السكان عن المدخل الشمالي لبني وليد لمساعدتهم على مغادرة البلدة.
ويقول لمجلس الوطني الانتقالي إن حوالي نصف عائلات بني وليد فروا شمالا في اتجاه طرابلس وكذلك في اتجاه مدينة مصرات الساحلية ولكن كثيرين من مؤيدي القذافي بقوا في البلدة.
ويقول سكان إن كثيرا من أبناء قبيلة ورفلة يخشون الانتقام بسبب الصلات الوثيقة تقليديا بينهم وبين قبيلة القذافي.